تتشابك الأغصان في عناق أبدي، جذوع شامخة عملاقة تمتد نحو السماء. لحاءها الخشن، المرقط بالطحالب الزمردية، يحمل حكايات عصور غابرة، وهمسات رياح عابرة، ولمسات من ضوء الشمس الذهبي.
Ayoub Kebbour
تتشابك الأغصان في عناق أبدي، جذوع شامخة عملاقة تمتد نحو السماء. لحاءها الخشن، المرقط بالطحالب الزمردية، يحمل حكايات عصور غابرة، وهمسات رياح عابرة، ولمسات من ضوء الشمس الذهبي.
فن التنكر بامتياز انظر إلى كيف تتناغم ألوان جناحيها الرمادية والبنية مع نسيج لحاء الشجرة الخشن والمتعرج تبدو وكأنها قطعة من اللحاء نفسه اندمجت معه ببراعة لا مثيل لها وربما تمر بجانب هذه الشجرة دون أن تلاحظ وجود هذا الكائن الحي الدقيق إنها شهادة حية على قوة التكيف في عالم الطبيعة حيث يصبح التمويه أداة للبقاء على قيد الحياة.
همس أزيز الماء المتدفق الخافت بأسرار الزمن، بينما تنزلق قطرات الماء المتلألئة على أحجار عتيقة مغطاة بالطحالب، كدموع بلورية تتساقط على صخرة صامتة شهدت قرونًا من القصص. تتشبث الخضرة الفتية بجوانب الشلال المتعرج، حياة جريئة تنبض وسط قسوة الحجر وبرودة الماء.
في هذا المشهد الساحر، تتجسد أسمى معاني الأمومة والأبوة، حيث الحنان والحماية يلتقيان في لوحة فنية طبيعية تبعث في النفس الدفء والإعجاب. إنها قصة حياة تتكرر في كل ربيع، ترويها الطبيعة بصمتها المهيب وجمالها الأخاذ.
يا له من لقاء حميمي! كأن الزمن توقف للحظة والمسافة بيننا تلاشت عيناه الحمراوان الثاقبتان كجمرتين متقدتين لم ترمشا وكأنهما تستكشفان روحي....كانت حركاته رشيقة وهادئة على سطح البحيرة وكأنه جزء أصيل من هذا المشهد الساحر... لم يكن يشعر بوجودي أو ربما كان عالماً بوجودي ولكنه اختار أن يمنحني هذه اللحظة النادرة من القرب والتأمل. شعرت بأنني محظوظ بمشاهدة هذا المخلوق الرائع عن كثب، في عالمه الهادئ والجميل. يا له من درس في الهدوء والثقة بالنفس!
لا يوجد خدمات
لا يوجد صور
لا يوجد منتجات
لا يوجد فعاليات
لا يوجد اعمال